الجمعة، أكتوبر 09، 2009

هي وهو 13

هـــــــي :
مشيت الى حيث هي غرفه المعيشه ، وكانت زوجه عدنان نظر الي و وجهها مليء بتعابير التعجب والاستفهام ، لم تصبر اكثر وسألت بلهفه / ما الامر ؟ لماذا تريدين عدنان ؟بدأت نبضات قلبي تتسارع ، لم اعرف ماذا اقول لها ، فنظرت اليها وكأني لم اسمعها وقلت / هه ؟ ماذا ؟اجابت وهي تتصنع الاهتمام في الاهتمام لأمري / ماذا بك عزيزتي ؟ قلت لماذا تريدين عدنان ..مرت ذكريات السنتين الماضيتين ، لكم كانت تكرهني زوجه عدنان هذه ، وكانت دائما تكرر على مسامع عدنان بأني لا اصلح كي اكون زوجه لأخوه ، فأنا لا اناسبه ابداً ومن تناسب زوجي هي اختها .. فأختها اجمل واذكى ووو ..ولكن سيعرف الجميع اني الانسب لأني لن اتخلى عن زوجي في محنته ، وسأظل بجابنه مهما كانت الظروف ، ومهما تخلى عنه الاخرون ..نظرت اليها وانا اتعمد عدم الاجابه على سؤالها /هل سيتأخر عدنان ؟قالت على مضض / سأتصل به لأخبره بوجودك ..قامت وهي تتعمد التباطؤ في مشيتها ، صككت على اسناني بكل قوتي ، اعلم اني لا استطيع ان ارد عليها بفضاضه لأني احتاج مساعدتها في هذه اللحظه .. انتظرت طويلا في غرفه المعيشه ، نظرت الى الكرسي المقابل لي ، كان الكرسي المفضل لدى زوجي في بيت عدنان ، كان دائما ما يجلس على هذا الكرسي يلاعب اولاد عدنان ومن ثم ينظر الي وهو يقول / في القريب العاجل سوف الاعب اطفالي على هذا الكرسي ..جاء عدنان وكعادته مبتسم دائما قال وهو يرحب بي / أهلا أهلا زوجه اخي .. ارى الكرسي المقابل خاليا !! اين اخي ؟قلت له / هذا ما جأت احدثك بشأنه .. هل لي ان احادثك على انفراد ..وفي هذه اللحظه اتت زوجه عدنان من المطبخ وهي تحمل صينيه العصير والحلويات ، وهي تمشي خطوات متباعده كي تصل الى الصاله بأسرع وقت ممكن كي تعرف ماهو الموضوع الذي اتى بي الى منزلهم ..اخذ عدنان يمازح زوجته / اين الشاي ؟ اين القهوه ؟؟ هذا فقط ؟نظرت زوجه عدنان اليه بعصبيه وهي تقول / اتريد الشاي فعلا ؟اجاب / نعم ..نظر الي مجدداً وكأنه يعلم بمدى خطوره الموضوه / ماالامر ؟ قلت / اخوك في ورطه , وقال لي ان آتي اليك دون تأخير كي تساعده على حل مشكلته .. اخوك في السجن ..لأول مره في حياتي أرى عدنان وهو متجهم الوجه ، غاضب ، ومنصعق في نفس الوقت ..قال لي على الفور / زوجتي ستأتي ، لا تتحدي عن الموضوع ، فقط تصرفي بطبيعيه ، لا اريد ان يعرف اي شخص عن اي مشكله تخص اخي ..حمدت الله كثيراً لأن لزوجي اخ يحبه ويخاف عليه حتى من اقرب الناس له .. نظرت اليه بأمتنان .. وانا اشعر بأنه سوف يتولى الموضوع ولن يترك زوجي وحيداً ابدا ..كنت سأكمل ، ولكن جائت زوجه عدنان ، فلزمت الصمت ..
هــــــــــــو :
وصلت الى مركز الشرطه ، لم ادخل اي مركزاً للشرطه ولا مره في حياتي ، عدا تلك المره التي اخرجت فيها السائق الذي يعمل في الشركه ، وكأنها سخريه القدر أول مره ادخل فيها مركز الشرطه كانت من اجل الشركه ، وهذه المره التي قد تكون اخر مره اخرج فيها من مركز الشرطه سكتون من اجل موضوع يخص الشركه ايضا !!صرت انظر الى جدران المركز ، هي كي مقرفه ، مليئه بالتصدعات والغبار ، وكانه مكان مهجور ، بدت علامات الاستياء على وجهي ، فقال لي صوت بسخريه من خلفي لم اميزه جيدا / هل المكان مقرف ؟؟ استعد كي تقضي فيه ايام عمرك كلها فيه .نظرت خلفي وكدت اتعثر بقدم احد رجال الشرطه حولي ، فرماني على الارض وهو يصيح في وجهي / ايه المجرم الأعمى الا ترى ؟وانا مازلت احاول ان ارى صاحب ذلك الصوت ، انا اعرفه ، لكن صورته لا تحضرني .. لم اعر ذلك الشرطي اي اهتمام ، نظرت الى مصدر الصوت ، وكانت الصاعقه .. انه انه المدير !اتى كي يؤكد للشرطه اني انا المجرم ، انتهى امري ، انا في مركز الشرطه ، والسجن على بعد عده خطوات مني .. نظرت الى المدير وعيوني تملئها الدموع ..ضحك المدير ولم يستطع ان يقف على قدمه من شده الضحك ثم قال / دموع ؟؟ دموع ؟؟ ربما جعلتني انزف لساعات ، ولكني سأجعلك تبكي الى نهايه عمرك !!!قلت لرجل الشرطه / لا يمكنكم فعل هذا ، اريد محاميا ً ، اريد ان احادث اهلي .. هم لا يعلمون اين انا ..عدنان .. عدنان اخي .. أريد محادثته ..قام أحد رجال الشرطه بسحبي من ياقه قميصي دون اي احترام ، وهو يشير الى احد الغرفه قائلا / اذهب هناك ..مشيت بخطى واسعه وكأني اهرب من مديري ، واهرب من تهمتي ، دخلت الى الغرفه وكل ما يملئ رأسي هو المعامله السيئه التي تمت معاملتي بها من قبل رجال الشرطه ..دخلت الغرفه ، وبها هاتف على منضده مهترئه ، رفعت سماعه الهاتف .. لم يكن هناك احد سواي بالغرفه ، اتصلت على عدنان .. رن الهاتف مطولاً .. لم يجب احد .. اتصلت مره اخرى ، قمت اتفقد المكان بينما الهاتف يرن ، رأيت كتابه على الجدران لفتت نظري " استغفر الله ربي واتوب اليه "كادت اعصابي تتلف وهي تفكر في عده امور في وقت واحد وانا اردد استغفر الله .. كنت افكر في زوجتي ، وعدنان ، مديري وجريمتي ، رجال الشرطه وقسوتهم ، شعرت للحظه اني لا اقف على الارض ، اني معلق بين الارض والسقف !! صرت الهث من شده التعب والتوتر .. سقط الى الارض ، ونظرت الى السقف والى المروحه التي تدور في بطء ، غمت عيناي ولم ارى بعدها الي شيء ..وكأني اقاوم التعب صرت اردد ما كتب على الجدار .. استغفر الله .. ومن ثم فقدت وعيي ..

هي وهو 12

هــــــــــي :
انصرفت بسرعه من الغرفه ، وكأني في مسابقه مع الوقت حتى لا يقضي زوجي ولا لحظه في السجن ، صرت اركض خلفه ، كنت احاول ان الحق رجال الشرطه ، حتى المصعد ، ولكن باب المصعد اغلق قبل وصولي ، لم المح ظهر زوجي ، وكانت يديه مكبلاتان خلفه .. ادمى قلبي منظر زوجي ..انتظرت بجانب المصعد ، وانا ارتب الحوار الذي سأبدا به مع عدنان اخو زوجي ، كيف سأخبره بهذا الموضوع ؟! سوف ينفجع على اخيه .. ربما لن يتفهم الوضع ، ولن يقوم بمساعدته ..دعيت من كل قلبي / يارب يارب .. انقذ زوجي من مصيبته ، انت قادر على كل شي .. يارب يارب ..صرت لا اراداً أكرر كلمه يارب يارب حتى جاءت كف احدهم على كتفي ، جفلت للحظه ، كنت اعلم انها لم تكن يد زوجي ، ولكني كنت اتمنى ان يكون الشخص هو زوجي ، التفت بسرعه الى ذلك الشخص .. كان اخي مهدي ، وكان متهجم الوجه ، غاضباً لأني لم ارد على مكالمته ، ولم اخبره الى اين سأذهب ، ولكني لم استطع ان امنع نفسي من ان ارتمي في حضنه وابكي واردد بصوت مسموع يارب يارب .. نظر الي اخي مستغرباً ، تكلمت حتى امنعه من السؤال / ليس الان يا مهدي ، يجب ان نسرع ونذهب الى بيت عدنان ، اخو زوجي ..ولكن مهدي ظل واقفا مكانه ، وكأنه يقول لي إني احتاج الى تفسير لما يحصل ، قلت له / اعدك بأنك ستعرف ، ولكن ليس الان .. ارجوك .. الوقت يمر ..ضغط مهدي على زر المصعد على مضض ، وقال / ان كان هناك شيئا استطيع ان اخدمك به ، اخبريني به ..دخلنا الى المصعد .. قلت / مهدي .. ارجوك لا تخبر احداً .. حتى امي وابي ..نظر الى بنظرات امتعاض قائلا / امرك غريب .. ركبنا الى السياره ، وانا لا اتمنى شيئا الان سوى ان اصل الى بيت عدنان بأسرع وقت ممكن ، مازلت اقلب الكلمات في رأسي .. كيف سأخبر عدنان بالموضوع .. ارجو ان يتفهم وضع زوجي ويساعده .. ارجو ان لا يتأخر ولا لحظه ..وصلنا الى بيت عدنان ، سألني اخي / انتظرك ام اذهب ؟قلت /لا نتتظر .. اذهب .. ولا تنسى .. لا تخبر احداً ..ارتدى اخي نظارته الشمسيه ، وهو يضرب يديه الواحده بالاخرى .. رننت جرس المنزل ، لم يجب احداً ، ترددت في ان ادق الجرس مره اخرى ، فأنا لا اريد ان افزعهم ..الجو حار جداً بالخارج ، ومازلت اشعر بالعطش ، ياترى هل زوجي عطشان ايضاً ؟ هل يعاملوه بقسوه .. جاء صوت زوجه عدنان الناعس من خلف الباب / من هناك ؟اجبت / انا .. هل عدنان موجود ..اجابت زوجه عدنان / عدنان ليس هنا .. ولكن لا بأس تفضلي ..سيأتي قريبا ..دخلت المنزل .. وانا افكر بمدى صوبه الكلام مع عدنان بشأن الموضوع وخصوصا أن زوجته موجوده ..يا ترى ماذا سأقول ؟؟
هــــــــــو :
اكاد اقسم على اني شممت رائحه زوجتي عندما دخلت المصعد مع رجال الشرطه ، التفت بنظره سريعه الى باب المصعد ، ولكنه اقفل .. اغمضت عيني بحسره ، وانا انفث انفاسا حاره ، لابد اني حملت زوجتي عبئاً ثقيلاً .. ارجو ان لا تقرر ان تتركني في هذه اللحظه ، عندها من سيعلم اني في السجن ؟نظرت مره اخرى الى باب المصعد وكأن اتأكد من زوجتي ليست فعلا موجوده معنا .. قام احد رجال الشرطه الخمسه ، بتقليد التفاتاتي المتكرره نحو باب المصعد بشكل ساخر ومستفز ، صككت على اسناني وسط ضحك وقهقات بقيه رجال الشرطه .. صرت افكر بالاشياء الجميله حتى لا افقد اعصابي ،فلست في موقف يسمح لي بأن أفقد اعصابي مره اخرى ، فكل حركه سأقوم بها قد تكلفني الكثير في هذه اللحظات ، صرت افكر بعطر زوجتي الذي مازلت اشمه بالمصعد .. اذكر عندما اهديتها اياه في عيد زواجنا ، واهدتني هي في المقابل حذاء بني لم يعجبني الحذاء ، ولم يعجبها العطر ، اعترفنا لبعضنا البعض بأن هديه كل منا لم تعجب الاخر ، وصرنا نضحك على انفسنا , ونطلق نكات بشأن الهديه المهداه له ، ثم اتفقنا بأن البس الحذاء طالما تستعمل العطر ، وكأننا نجبر بعضنا البعض على الهدايا !! التزم كل منا بهذا الاتفاق ، ومازلت زوجتي تستعمل العطر ..قطع ذلك الشرطي الاصلع تلك الذكر الجميله بكلمات الفجه / رأيت ، ليس من السهل ان تمشى وسط كل هذا الحضور ويداك مكبلتان ، انك مجرم في نظر الكل .. استمتع بهذه اللحظه ..نظرت الى من هم حولي ، ياااه ، الكل ينظر الي بنظرات ريب ، وخوف ، تلك تسحب طفلها خوفاً عليه مني ، وذلك يرمقني بنظرات احتقار ، ومن ثم يكمل قراءه الجريده .. لم احتمل تلك النظرات فأنا الموظف المرموق ، صاحب الشهاده العليا ، والمكانه الرفيعه التي كان من اجلها يطلب مني الكثيرون ان اساعدهم في التوظيف و في حياتهم يرمقني الناس بتلك النظرات ، نكست رأسي ، صرت لا انظر الا الى خطواتي وحذائي البني .. حتى وصلنا الى سياره الشرطه ، ركبت الى حيث يركب المجرمون ، في الخلف ، وامامي سياره شرطه ، وخلفي سياره اخرى .. ليت ان يغمض الناس اعينهم ، لا اريد ان يميزني احدهم وانا مكبل اليدين ، في سياره الشرطه كالمجرمين ..اسرعي يازوجتي .. لست احتمل ..لا اعلم ماذا سوف يحصل بعد ، مؤكد ان الامور لن تسير الى الاحسن ..

هي وهو11

هـــــي :
مازل يريد ان اؤكد له اني احبه ، واني سأبقى من اجله ، ربما مازل لا يعرف مقدار حبي له ، ولكني سأظل بجانبه ، وسأسانده حتى يـتأكد من حبي له ..قلت له / مابك يا عزيزي .. ولم اكمل جملتي حتى فُتح باب الغرفه بشكل عنيف ، ودخل رجال شرطه ، بشكل همجي ، انقبض قلبي ، شددت على يدي زوجي دون ان اشعر ، شعرت بجميع اطرافي ترتجف ، لكن زوجي كان هادئاً كما لم يكن قبل ..نظر الي في عيناي مباشره ، وابتسم ابتسامه هادئه ، قبل ان يسحبه أحد رجال الشرطه بقوه ليكبل يداه ، صرخت في رجل الشرطه قائله / زوجي ليس مجرما يا هذا ، دعه وشأنه ..طلب زوجي من رجال الشرطه ان ينفرد بي كي يهدئ من روعي .. تشاور رجال الشرطه ، ثم اشار احدهم بصابعه / ثلاثه دقائق لا اكثر ..عاود زوجي الابتسام ، ثم قال / أمرك سيدي ..ضمني زوجي الى حضنه ، وكانت الكلمات تموت على شفاهي قبل ان انطقها ، بكيت بحرقه ، قال لي / لاتخافي ، ستكون الأمور على ما يرام ، ثقي بي .. هززت رأسي وانا على قناعه تامه بأن الأمور ستكون على ما يرام ، فلم يخبرني زوجي بشيء ولم يصدق فيه ..ثم اردف زوجي يقول / اذهبي الآن الى منزل والدي مباشره ، واخبري اخي عدنان بالموضوع .. ودخل رجل الشرطه مرى اخرى في همجيه ، وقال بشيء من الاستهزاء / يكفي يا روميو .. وسحب زوجي ، وكانت ملامح زوجي تختفي شيء فشيء بسبب كثره الدموع في عيني ..
هـــــــو:
أمالت زوجتي برأسها وهي تسألني / مابك يا عزيزي .. ولم تكمل جملتها بسبب ذلك الشرطي الاصلع ، دخل في وقت كنت في أمس الحاجه لسماع ما ستقوله زوجتي ، ودخل خلفه اربعه رجال ، تمالكت نفسي حتى لا اقوم بأي جريمه اخرى !يبدو اني مجرم بالغ الخطوره حتى يأتي خمسه رجال من الشرطه ، وشعرت برجفه يدي زوجتي ، كانت خائفه بحق ، وعيناها مليئتان بالدموع ، لم اتحمل منظرها وهي تقاوم دموعها ، كي تظهر للجميع مدى قوتها ، ولكن رجفتها فضحت خوفها ..تصنعت الهدوء كي اريح زوجتي ، وقبل ان يكبل الشرطي يداي ، طلبت منه دقائق قليله كي اهدء من روع زوجتي ، ولكني في الحقيقه كنت اريدها ان تؤكد لي انها ستبقى ، انها لن تتركني ..ضممتها ، نظرت اليها ، ولكنها كلما باشرت بالكلام تبدأ بالبكاء ، اصبحت تتمتم بكلمات غير مفهومه .. تذكرت انه لا احد من اهلي يعرف بأمر ما فعلته ، ولابد لهم من ان يعرفوا ، طلبت من زوجتي ان تذهب الى اخي الاكبر عدنان ، فأخي رجل حكيم ، وانا اثق به كثيراً..دخل الشرطي مره آخرى ، وكبل يداي ، واخرجني بقوه من الغرفه ، و كان كل مايرن في أذني صوت زوجتي المتألم وهي تقول / زوجي ليس مجرما يا هذا ، دعه وشأنه .. فهل قالتها لانها تحبني وستبقى معي ؟ ام قالتها كي لا يراني الناس مكبلاً و يبدأون في التخلي عنها بسبي ؟تذكرت دعاء الأمام الحسين في قضاء الحوائج " أدع بحق يس والقرآن الحكيم وبحق طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج السائلين، يا من يعلم ما في الضمير، يا منفس عن المكروبين، يا مفرج عن المغمومين، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا من لا يحتاج الى التفسير، صل على محمد وآل محمد، وانجني من غمي وكربي واحفظ زوجتي " ..

هي وهو 10

هــــــي :
بعد لحظه الهدوء التي كانت بيني وبين زوجي ، رن هاتفه النقال ، نظرت اليه ، وقلت له / لا مفر يا حبيبي ، لابد لك من تواجه الموضوع ، فأطاله الأمر لن يزيده الا تعقيداً ..وافقني زوجي ، رفع الهاتف ، ولم يترك يدي ، لم يكن يجيب الا بأجوبه قصيره ، بل كانت اغلب اجوبته مبهمه ..عرفت من ان الأمر قد اقترب من نهايته ، وأننا نواجه مفترق طرق مصيري ، شددت على يده ، وأخذت افرك يدي بيده ، كي اخفف من توتره ،بينما انا احاول ان اقرء من نظراته واجابته مصيرنا الذي سنواجهه ، رن هاتفي انا ايضا ، انه اخي مهدي ، لم اكن أرغب بأي ازعاج يحصل لزوجي ، فهو ليس في حاله تسمح كي يجامل أي شخص ، خصوصا انه في وضع حرج حالياً ، فلم أجيب على هاتفي ، بل انتظرت ان تنتهي مكالمه اخي ، حتى قفلته نهائيا ..نظرت الى زوجي مره اخرى ، الذي كان قد انهى مكالمته ، وكل نظرات التوتر والخوف تسكنه ، حزنت لحاله ، سالته بكل حب وحنان / حبيبي .. من كان المتصل ؟قال لي / ان كنت تريدين ان تغادري فغادري الأن .. اترك لك كامل الحريه ..لما يقول لي هذا الكلام ؟ هل الوضع بهذا السوء ؟ احبك يا زوجي ، فمازلت تخاف علي اكثر من نفسك ..
هــــــو :
رن هاتفي ، كان المتصل علي زميلي في العمل ، لابد انه يحمل اخبار بشأن موضوع المدير ، نظرت الى زوجتي ، كالطفل كنت ساعتها ، في انتظار ارشادات ونصائح من زوجتي كي اعرف كيف اتصرف ، اخبرتني انه من الافضل ان ارفع الهاتف ، حتى لا يتعقد الأمر ، نفذت ما طلبت مني ..رفعت الهاتف ، قال لي علي / اينك يارجل ؟ ماهذه المصيبه التي عملتها ؟ ، امتنعت عن الاجابه ، علي ابرئ نفسي من هذه الجريمه ، صرت اسمعه فقط ، حتى لا أرمي بنفسي بين يدي الشرطه بسبب كلمه قلتها ، او اعتراف أعترفته على نفسي ، فأخترت ان اجيب بأجوبه مبهمه ..علي يكمل / الشرطه اتت مكتبك بعد ان كانت في مكتب المدير ، اخبرني مالأمر ؟هل هناك أمر ما؟قلت / ثم ؟علي يكمل بأندفاع وفضول شديدين / أخبرني ما الأمر اهذا يتعلق بالأصابه في رأس المدير ؟قلت / ربما!علي اخذ يتكلم ، لكني لم انتبه له ، لم انتبه الا لحركه زوجتي وهي تقفل هاتفها المحمول ، بالتأكيد هي تشعر بالعار لأني زوجها ، ولا تستطيع ان تواجه اي من الناس وتخبرهم بالذي حصل ..الشعور بالعار شيء صعب .. مؤكد انها ستتركني قريبا ..اغلقت الهاتف بدوري ، ولم يكن علي قد انهى مكالمته ، باشرتني بسؤالها عن المكالمه ..اعطيتها كل الحريه في ان تتركني ، نظرت اليّ بصمت ، وكأنها تفكر في الموضوع !اخترت ان اعطيها حريه الذهاب ،بدل ان تذهب فجأه دون علم مني ..نظرت اليها وانا في انتظار الجواب ..

هي وهو9

هـــــي :
لأول مره لا أتردد في شي .. وهذا ليس هذامن طبعي .. فأنا كثيره التردد .. حتى في ابسط الاشياء ..أتردد ..الا هذه المره التي آتى قراري صارم لن تمنعني اي قوه على وجه الأرض عن اتخاذ غيره .. ولن أجامل احداً فيه على حساب نفسي .. هذا قراري النهائي ..قرار لم أكن بحاجه الى التفكير فيه مطولاً ..نظرت الى زوجي بعد فتره صمت طويله .. وفي صوتي عزم .. قلتها وأنا انظر في عيني زوجي مباشرهً / حبيبي .. انت نفسي .. ولن افارقك مهما كانت الظروف .. فأنا لأ استطيع ان افارقك ..لكن زوجي استقبل هذه الكلمات وكأنها صدمه غير متوقعه ، جلست الى جانبه ، وأمسكت بيديه الباردتان ، وكررت ما قلته سابقاً .. حتى لمحت ابتسامة أمتنان تعتلي وجه زوجي .. شد على كلتا يدي .. واغمض عينيه .. وبعدها سند رأسه على حافه السرير .. وقال / لم اتوقع غير ذلك .. لم اتوقع غير ذلك ..أبتسمت ، ولم يجول في فكري غير أنني احب زوجي ، وسأدفع ثمن هذه الحب مهما كانت النتائج ..
هـــــــو :
التفت زوجتي فجأه لي، وكانت في عينيها نظره لم أفسر معناها ، أنها المره الأولى التي أرى هذه النظره من زوجتي منذ زواجنا .. تأكدت حينها انها ستتركني .. فمجرم مثلي لا يصلح ان يكون زوجاً لها ، ولا لأي أمرأه بالعالم ..لم تدمع عيناي ، لم أكن لأتأسف على نفسي ، فهذا ما زرعته ، وهذا ما سأجنيه .. فتره صمت طويله كفيله بأنزال دموعي .. ولكني كنت في انتظار ما ستقوله زوجتي .. كنت في انتظار المزيد من العتاب ، والتأنيب ..الى ان قالت لي / حبيبي .. انت نفسي .. ولن افارقك مهما كانت الظروف .. فأنا لا استطيع ان افارقك ..كادت عيناي تخرجان من محجريهما .. لم اصدق ! بهذه السرعه قررت زوجتي .. بل ما جعلني اصدم اكثر ان قرارها كان بالبقاء جانبي .. حمدت الله كثيرا في سري ، لم استطع ان انطق بأي كلمه إلى ان لامست كفاي ، كفوف زوجتي الغاليه .. لكم أنا محظوظ لوجودها جانبي .. وقبل ان تغير رأيها تشبثت بكل ما استطيع قوله كي تبقى ، فقلت / لم اتوقع غير ذلك .. وكان الله في عوني وعونها ..يارب خلصني من هذه المصيبه من اجل زوجتي ..

هي وهو8

هــــــي :
لا شعورياً ، سحبت يدي من يديه ، وكأنني خائفه من شيء ما ، ابتعدت قليلا عنه ، نظرت فيه عينيه ، لم استوعب ما قاله حقاً ، ثم ابتسمت ، فهمت ، زوجي يحاول ان يزيل خوفي عليه ، عله لا يريد ان يقلقني فقال هذه الدعابه ، طبعا زوجي لم يؤذي مديره ، ضحكت ، وضحكت ، ثم قلت له / كنت على وشك ان اصدق ماقلته ..ولكنه ظل جامداً ، و تعابير وجهه كانت جاده !قلت وانا متفاجأه / انت لا تمزح ! دمعت عيناي ، قلت في نفسي ، في أي مصيبه هو زوجي الأن ؟ .. وقفت .. واتجهت الى حيث النافذه ، فتحتها كي أخذ اكبر قسط من الهواء .. ثم سمعت صوت همهمه قالها زوجي .. لم افهم ماقال ، ولم أكن في وضع يسمع لي أن افهم أي شي .. أصبحت صور أمي وابي ، اخواتي ، صديقاتي تدور في مخيلتي ، ماذا سيقولون عن زوجي ؟ ماذا سأفعل حينها ؟ من سيكون حولي ومن سيشمت بنا ؟ هل سيقفون معنا أم ضدنا ؟؟انا نفسي .. هل اتركه ؟؟ هل اقف معه ؟؟اسئله كثيره ، وأفكار لم أركز في اي منها، اوقفتها قائله بينما لا ازال انظر من خلال النافذه / لماذا فعلت هذا؟
هــــــو :
ما إن اخبرتها حتى شعرت براحه كبيره ، لم تكن راحه كامله ، ولكنها أزالت جبلا من الهم كان جاثما على صدري ، ولكنها خافت ، سحبت يديها ولم تقتنع بما قلته لها .. أحزنتني عندما تغيرت ملامح وجهها ظنا منها اني امازحها .. لم اشأ ان اتكلم او انطق بحرف ، فلست أعلم ماهي رده فعلها المقبله ، اكتشفت بنفسها اني لم اكن امزح ، ومشت بعيدا عني .. ولا أعلم ما اذا ستتحمل الوضع وتبقى او تمشي اكثر وتتركني ..لحظه صمت مؤلمه ، صرت الحقها بعيني ، وقفت حيث النافذه واعطتني ظهرها ، خفت ان تخبرني بمدى خيبه املها ، خفت ان تقول لي انها ستتركني وترحل ، قلت بصوت مبحوح / انا أحبك ، لا تتركيني ..وما ان قلت هذه الكلمات حتى بدأت دموعي تنهمر كالمطر وقلبي يخفق كالرعد ..لم تجب على كلماتي بأي شيء ، بالرغم من اني كنت في حاجه الى كلمه واحده فقط كي تريحني قليلا..ظلت واقفه حيث هي ، الى ان سألت لماذا فعلت هذا ؟! لم اعرف حقا بماذا اجيب ، فأنا نفسي لا أرى مبررا لما فعلت ..نظرت أرضا وصرت أفكر ..هذه عاقبه التسرع ، هذه عاقبه عدم التفكير والعصبيه ..ما العمل يا الله ؟ لطفك يارب ..

هي وهو7

هــــــــي :
غرفه 12 الطابق الثاني ، صرت اركض الى حيث هو الاصنصير ، صرت اضغط زر الصعود بطريقه جنونيه ، حتى فُتح باب الاصنصير ، صعدت في الاصنصير ، لم التفت الى أخي ، وصلت الى الطابق الثاني ، مشيت بخطى واسعه اتحقق من أراقام الغرف التي مررت عليها ، وصلت .. غرفه 12 ، غرفه زوجي ، دخلت بسرعه ، لكني لم أجد في الغرفه احد ..خرجت كي اتأكد من الرقم الموجود على باب الغرفه ، نعم انها غرفه 12 ، غرفه زوجي ، سمعت صوتاً قادما من داخل الغرفه ، دخلت مره آخرى ، رأيت زوجي خارجا من الحمام ، مرتديا زي المستشفى ، ممسكا بيده عمود المصل المغذي ، كان شاحباً ..دون أن أشعر صرت إلى جانب زوجي اسنده الي كي اساعده للوصول الى السرير كي يرتاح ، ولكنه ضمني الى صدره ، كان يترجف بقوه ، بكيت وبكى معي ..لم اشعر يوما ما بأن زوجي مهزوم ومنكسر كما شعرت اليوم ، نظرت الى عينيه ، قال لي بصوت مبحوح / عديني ان تبقي الى جانبي مهما كانت الظروف ..أجبت بكل حب / أعدك ..
هـــــو :
بعد ما ان غادرت الممرضه ، ذهبت الى الحمام ، نظرت الى وجهي في المرآه ، يااه ، كم ابدو كالمجرمين !!ملامح وجهي تغيرت بشكل كبير في غضون يومين !! صار بأمكان اي شخص ان يعرف اني مجرم ، امسكت الصابونه ، صرت ادعك وجهي بقوه ، غسلته بالماء ، نظرت مره أخرى في المرآه ، لكن لم تتغير من ملامحي شيء !! مالذي فعلته بنفسي !!خرجت من الحمام فأذا زوجتي مقدمه الى بوجهها الجميل ، أتت تسندني ، خفت ان تلحظ تغير ملامح وجهي المجرم ! ضممتها الى صدري ، بكيت هي ، فبكيت لبكائها ، كنت اريدها ان تكون الى جانبي حتى وإن لم ترغب بذلك ، سألتها ان تعدني بالبقاء الى جانبي مهما كانت الظروف ، وأجابتني كما توقعت ، كنت أرغب ان اشعرها بالذنب في حال تخليها عني ، لأنها وعدتني بالبقاء .لم اعرف كيف اسرد عليها ما فعلت ، كيف سأخبرها بجريمتي ..ولكني سأخبرها حتما ..

هي وهو6

هـــي :
حملت حقيبتي المليئه بالاغراض وانا امشي على عجل عندما سمعت صوت عجلات سياره اخي مهدي ،صرت في السياره ، ولا اسمع شيء في اذني سوى صوت صافره لا تتوقف ، لوهله شعرت اني كغريق في بحر ، و انني اكاد افقد انفاسي ، الى ان مسك اخي يدي ليطمئني فقال / لا تقلقي ، فزوجك بخير لتوي حادثته .لم يعلم اخي مقدار الراحه التي شعرت بها بسبب هذه الجمله التي اخترعها في لحظتها ..سألته / هل هو بخير ؟؟ لم يجب اخي الا بأبتسامه عريضه ومن ثم اخذ ينظر الى الشارع مره اخرى متابعا طريقه الى المستشفى ..لحظه وصولنا الى المستشفى ، نزلت من السياره بأقصى سرعه، تركت باب السياره مفتوحاً ، توجهت الى الاستقبال اسألهم عن رقم غرفه زوجي ، كانت المستشفى مظلمه بالنسبه لي بالرغم من اشعه الشمس المتسلله من زجاج باب المستشفى ، وبالرغم من الاضائه الممتازه في ذلك المستشفى شعرت انها اكثر الاماكن ظلاما ..كان موظف الاستقبال رجل سمين ، جاف في التعامل ، نظر إلي وكأنني لا ينبغى ان اتواجد هنا ، كررت طلبي عليه ومن ثم قلت له ارجوك بسرعه .. أجاب بـكل برود / لحظه ..مازال صوت الصافره في اذني ، نظرت الى ذلك الرجل السمين يبتعد بخطواته الثقيله ،بوجهه العابس اغمضت عيني للحظه بغيه استيعاب ما يحصل ، ابتعلت ريقي ، فعلا انا عطشانه ..جاء اخي مهدي قال / هل اخبروك برقم غرفه زوجك ؟اجبت / ليس بعد .. ليس بعد ..رحماك ربي .
هــــو:
جلست على السرير ، انظر الى سماعه الهاتف المتعلقه في الهواء بسلكه اللولبي تتحرك بحركه بندوليه يمنى ويسرى ..لا اعلم لما شعرت براحه نوعا ما ، فأنا الأن ليس قاتلاً .. والمدير لم يمت ..حركت نظري من على الهاتف الى الساعه ، انها الساعه العاشره صباحاً ، زوجتي لم تأتي بعد ، ما الامر ؟أنا احتاجك يا زوجتي ، انت الوحيده التي سوف تتفهم وضعي الأن ، ربما ستهيج في بادئ الامر ، ولكن انا متأكد انها ستقف الى جانبي ..صرت احرر سناريو الحادثه في رأسي كي أتأكد من وقف زوجتي الى جانبي عندما اخبرها بالموضوع ، صرت اضيف اشياء في الحادثه لم تكن موجوده اصلا ، اضفت ان المدير تعمد ان ينفخ بدخان سجارته في وجهي ، اضفت ان المدير اجرى اتصالات عديده وهو ينظر الي بنظره استفزاز .. اشياء كثيره اضفتها ، ومن ثم فكرت في الشرطه ، التي لن تقتنع بهذه الاضافات كسبب لرمي طفايه السجائر على رأس المدير !!وانا في غمره هذه الافكار المجنونه ، سمعت طرق باب ، دمعت عيناي ، ظننت انها زوجتي ، لكنها كانت الممرضه قالت بلغه انجليزيه ركيكه / كيف حالك الأن ؟نظرت اليها فقلت / انا في أسؤ حالاتي ..

هي وهو 5

هــــي:
ضربات قلبي وسرعه تنفسي زادا في آن واحد ، دوار حاد كدت اسقط على رأسي بسببه ، امسكت بطاوله الطعام ، سحبت كرسيا ، وكل ما يرن في اذن كلمه زوجي ، انا احتاجك ..بحثت بسرعه عن رقم اخي في هاتفي الجوال ، اتصلت به ، كعادته ، رفع اخي بسرعه وهو يردد جملته المعتاده / تريدين ان أُصلك بيت ابي ؟ السوق ؟ بيت صديقتك ؟ قاطعته وقلت / المستشفى ، بسرعه يا مهدي قال اخي / مالأمر ؟ مالذي حصل ؟قلت له / زوجي في المستشفى ، وأنا لا اعلم مدى خطوره حالته .. رد اخي انه سيصل بأسرع ما يمكنه ، أخذت كل ما احتاجه ،اسرعت الى غرفتي ، اتيت بحقيبتي ، صرت القي اغراضي فيها من شده الخوف وكأنني اسابق الزمن ، اخذت معي هاتفي النقال ، رقم ملفي وملف زوجي في المستشفى ، مناديل ، ولا اذكر ماذا وضعت بعد ذلك ، صرت القي اغراضي في حقيبتي الواحد تلو الاخر .. توقفت بعد ان شعرت بأنقباض شديد في صدري ، رفعت الهاتف مره اخرى ، اتصلت على الرقم الذي حادثني منه زوجي ولكن الرقم خارج تغطيه الشبكه !! كيف ! ما الأمر ؟ لتوه حادثني ، اتصلت بأخي مره اخرى ، أجابني انه في الطريق ، لن يتأخر ، هدئ من روعي ، وطمئنني قليلا ، لكني مازلت خائفه على حبيبي ، خائفه على زوجي ..
هــــــو :
صرت اراوغ الرجل الذي اتى بصحبتي في المستشفى بغيه ان اعرف ماذا قلت انا خلال انهياري في المسجد ، ولكنه لم يجاوب سوى بـ / يا اخي ! مابك !! كنا لا نفهم ما تقوله !! كانت كلماتك مبهمه !الى ان قال الرجل بكل ادب / استأذنك ، يبدوا انك ما تزال في حاجه الى الراحه ، وانصرف بسرعه ..ابتعاد الرجل اراحني ،ولكن ليس طويلا ! ، تذكرت زميلي علي ، واتصاله لي عندما كنت في المسجد ، صرت اتلفت يمين ويساراً اين هو هاتفي النقال ؟؟هل اخذه احدٌ ما بينما كنت غائبا عن الوعي !! ان حدث ذلك فمؤكد ان علي اتصل مره اخرى ، وعلم كل من بالمستشفى بما عملت !!لم انتظر طويلا ، بالرغم من اني لا ازال اشعر بتعب و ارهاق شديدين ، الا انني مشيت حتى اخر الغرفه حيث الهاتف ، طلبت مقر العمل ، ومن ثم ضغطت على الارقام التي ستحولني مباشره الى مكتب علي ، رفع علي /نعم ؟قلت وفي نبره صوتي شك من هويه المتسقبل للمكالمه / علي ؟جاوب علي مره اخرى بـ / نعم ؟قلت له وانا انتحل صوت رجل عجوز / يا ابني هل المدير موجود في مكتبه ؟اجاب علي / نعم ، انه بالمكتب ولكنه مشغول ، هل اردت شيء يا عمي ؟لم استوعب الجواب ، او بالاحرى كنت اريد ان اتلذذ بسماع الاجابه مره اخرى حتى ارتاح فقلت مره اخرى / المدير محمد في مكتبه ؟قال علي بنبره عاليه / نعم يا عمي ، ولكنه مشغول مع الشرطه !ماذا تريد منه ؟ليتني لم اكرر سؤالي ! ليتني ما فقدت اعصابي في المقام الاول لما كنت في هذه المصيبه !!ماذا اجيبه ؟! ماذا اقول !!

هي وهو 4

هــــي :
الساعه الآن 1 والنصف ظهرا ، كان يجب ان يأتي قبل نصف ساعه ! مالامر ؟! يا ألهي !! هو معها بكل تأكيد !لن اجعله يستمتع بهذا القاء ، وانا هنا انتظر ..بسرعه رفعت هي سماعه الهاتف ، ادارت رقمه الذي تحفظه عن ظهر غيب ، لدرجه انها ليست مضطره الى النظر الى ارقام الهاتف كي تتاكد من انه رقم زوجها ، رن الهاتف لم يرفع احد ، فأعادت الاتصال ، وهي تكاد تنفجر من كثره الغيظ ، ولكن لا جواب ، اعادت الاتصال لمره الثالثه ، وهي تصرخ وتهدد وتتوعد حتى توقفت عن الصراخ عندما اتاها صوت انفاس متقطعه و بكاء مؤلم من الجهه الماقبله ، صمت لثواني ، ثم نظرت الى الهاتف ، والى الشاشه الصغيره المضائه ، انها تحمل رقمه ! زوجي يبكي ؟ اهو مريض ..نست انها غاضبه منه ، نست انها كانت تتوعده بالذهاب الى منزل اهلها ان لم يحسن التصرف فقالت / حبيبي .. مالامر ؟ فلم يأتيها جواب سوى تلك الانفاس المتقطعه والبكاء ، ومن ثم قال زوجها / انا احتاجك !
هـــو :
وصلت الى درجه الهذيان ، لم اكن في وعيي حقاً ، لم اكن اعلم اني من كثره خوفي خرجت عن عقلي ، حتى ضربت المصلين ، وكسرت حاملات القرآن في المسجد ، وبت اتفوه بكلمات لم يفهمها احد ، صرت اصرخ واصرخ ، حتى خارت قواي ووقعت ارضاً..حاول امام المسجد ان يهدئ الوضع ، فقال لهم اني كنت بحاله صعبه صباح هذا اليوم ، فأنا كنت ابكي ، وشرح لهم الموضوع ، فحاول المصلون ان يوقضوني ، فلم استجب الى اي شي ، حملني احد المصلين على وجه السرعه الى المستشفى .. بدأت افيق شيئا فشيئا ، وجدتني على سرير مستشفى، ومصلٌ في يدي ، وقناع اوكسجين اتنفس به .. وكان احد الاشخاص يقف بجانبي ، نظرت اليه فبتسم ، قال لي / يبدو انك شخص مهم ! فإمام المسجد اصر علي ان اجلس الى جانبك حتى تفيق ..قلت / لما انا هنا ؟ .. اخبرني بالذي حصل ، أُحرجت من نفسي ، خفت ان اكون قد تفوهت بكلمه عن موضوع قتلي لمديري !! آآآه المدير ! هل مات ..شعرت بأنها مكيده من احد ما ، حتى يجعلني اتحدث بشأن ما عملته لمديري، فيثبت جُرمي ، ومن ثم اُقتل ، نظرت اليه ، قلت له بنبره كلها رجاء ، قل لي ، ماذا قلت انا ، وقبل ان يتحدث الرجل بأي شي ، جاني صوت زوجتي ، فلم استطيع ان اقول لها سوى اني احتاجها فعلا ..

هي وهو 3

هـــي :
انتهيت من طبخ الغداء ، أعددت الطبق الذي يحبه ، سأرتب اليوم سفره الغداء بطريقه رومانسيه ، وسأتزين بأجمل زينه عندي ، كي امنحه فرصه أن يراجع ما يفعله ، لأريه انه سيخسر أمراه جميله وشابه و بالاضافه إلى ذلك طباخه ماهرة إن استمر في مقابله تلك الفتاه ..سأتصرف كأني لم الحظ أي شيء ، بل وسأزيد في تدليله ، وسأغمره بحبي ..صعدت هي إلى غرفتها .. وبدأت تتزين لزوجها الغائب ، حتى أصبحت في كامل زينتها ..أخذت تتأمل نفسها في المرآة ، كي تتأكد بأنها لم تفقد أي جزء منها دون زينه ، نظرت في عينيها ، سال كحلها وانهمرت الدموع ، أخذت تبكي نفسها ، وتبكي زوجها وحبيبها الذي قرر أن يحب غيرها ..أخذت تراجع أيامها الحلوة معه ، قالت في نفسها : لا بد إني مقصرة في ناحه من النواحي وأنا غافله عن ذلك ، سأحاول أن أسأله اليوم بطريقه غير مباشره على الغداء ..مسحت دموعها ، نزلت إلى غرفه المعيشة ، وعيناها على الساعة ..
هـــو :
أخرجتُ الهاتف من جيب الثوب، نظرت إلى الاسم مراراً كي أتأكد من هوية المتصل، نعم، انه هو علي، انه يعمل معي في نفس الشركة، ترى ما سبب الاتصال ، يفترض به أن يكون في العمل، لما يتصل ؟؟ هل من مات المدير ؟؟ لابد أن الشرطة تحاصر المكان، بصماتي لا تزال على منفضة السجائر !!!توقف الهاتف عن الرنين ، وهدأت معه نبضات قلبي ، حمدت الله كثيرا ، نظرت في شاشه الهاتف ، أتأكد من إن علي لن يتصل مره أخرى ، مضت خمس دقائق دون ان يرن الهاتف .. نظرت في يدي الأخرى ، آه .. انه كتاب الله .. القرآن.. أيجوز لي قرأته ؟؟دمعت عيناني ، وأنا لا حيله لي ولا قوه ، فأنا لا اعلم ماذا يجب ان افعل ،وما الذي يجوز لي أن افعله وما الذي لا يجوز ، فكيف لي أن اقتل نفسا ؟ ، نظرت إلى القرآن ..فتحت احد الصفحات .." ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر يجد الله غفورا رحيما" سوره النساء .. أيه 110نظرت الى سقف المسجد ، وأنا اردد : استغفر الله ، استغفر الله ربي وأتوب إليه ، إني كنت من الظالمين ، استغفر الله ..

هي ، وهو 2

هــي :
الوساوس بدأت تتدفق الى عقلها ..أكاد افقد عقلي ! هل من المعقول ان يحب أمرأءه غيري ؟؟ بهذه السرعه ؟ لم يمضي على زوجنا سوى سنتين !! أمات الحب ؟؟ انا لا ازال شابه جميله ، اذكر عندما تقدم لخطبتي ، لم يكن هو الوحيد ، بل كان هناك اثنان غيره ، ولكني اصررت ان اقبل به ، بالرغم من ان والدتي و والدي اٌعجبا بالشاب الاخر الذي تقدم لي ، ولكني اصررت على موقفي !! ليتني أخذت بنصح امي وأبي ، ها هو زوجي يقابل احداهن ، وانا هنا بين المطبخ والتلفاز ! حتى انه لا يحاول ان يخفي عني انه مشغول بأحداهن !!! هاهو يطيل البقاء في الخارج ، ولا يهتم لغيابي ،ويتسلل فجرا !! ليتني اعرفها ، من تكون ، وكيف هو شكلها , أهي اجمل مني ؟ بالطبع لا ! انا جميله وبشهاده الجميع ..سأخبر امي بالذي حصل سوف ترشدني كيف اتصرف في مثل هذه المواقف ..رفعت سماعه الهاتف ، رن المره الاولى ، المره الثانيه ، اغلقت الهاتف بسرعه ، فلقد تذكرت ،قرأت في احدى المجلات ان الأمرأه الجيده لا تفشي بأسرار بيتها ، بل وتحتمل جميع ما يحصل لها !!ولكن ماذا افعل سأٌجن !
هـــو:
وصلت الى المسجد متأخرا ، لم اقوى على الدخول ، اشعر بأنني سأنجس المسجد ، فأنا قاتل ، اشعر اني لا استحق دخول المسجد ..انتظرت خروج جميع المصلين ، دخلت المسجد ولم يكف جسمي عن الارتعاش ، انعزلت بنفسي في أحدى زوايا المسجد ، صليت صلاه الفجر ، رفعت يدي في الصلاه : ( يا الله ، يا رباه ، يا سيداه ، ارحمني ، انا عبدك الضعيف ، انا عبدك الحقير ، يارب لا تجعل مديري يموت )بكيت وانا اصلي ، بكيت في كل ركوع وسجود ، انتهيت من الصلاه ، قمت لأخذ القرآن واقرأءه ، فأتاني امام المسجد ، جلس بجانبي ، فقال / بني ، هل من خطب ما ؟ آراك تبكي في الصلاه ..نظرت الى الامام ، اردت ان افرغ مافي صدري ، ولكني خفت ، ماذا سيكون مصيري ، خفت على زوجتي الحبيبه ، دمعت عيناي اكثر عندما تذكرت زوجتي .. كم اود أن اراها في هذه اللحظه كي ارتاح ..قطع تفكيري امام المسجد فقال / ان الله يقبل توبه التأب يا ابني .. غفر الله لك ولنا ذنوبنا .. ثم انصرف ..بكيت ، وأنا اتسأل وهل يغفر لي الله وأنا قاتل !! قتلت نفس بغير حق ..رن هاتفي ( الجوال) ، كان زميلي بالعمل ، اخذ قلبي ينبض بشده ، ويزداد مع كل رنه ..ماذا هناك ؟؟ ماهو سبب الاتصال ..

هي وهو 1

هــي .. قضيت الليل بأكمله ساهره ، لم أذهب الى النوم ، بعدما انتهيت من غسيل الاطباق ، ولكن زوجي المبجل ، ذهب الى غرفه النوم ، استحمم و غير ملابسه ونام وكأنه لم ينتبه اني لست موجوده في الغرفه ، ولم يتكلف عناء السؤال عن سبب عدوم وجودي بغرفه النوم ..اردت فقط ان اعرف رده فعله ، ولكني لم اتوقع ان تكون رده فعله بهذا الجمود .. انه اهملني اهمال تام ، وتجاهل وجودي بالمنزل ، كنت اعرف انه هناك ما يشغل باله ، ولكن ليست الى درجه انه لم يلحظ غيابي عن غرفه النوم ..الأن الساعه الثالثه فجرا .. وهو لا يزال نائما نوما عميقا ، دخلت الغرفه اكثر من مره ، كي التفت انتباهه الي غايبي ، وتعمدت فتح الباب بقوه كي يصدر صوتا لأيقاظه ، ولكن دون فائده ..رجعت الى غرفه المعيشه، سمعت صوت الماء وهو يتوضأ ، وسمعت صوت دولاب الملابس وهو يبدل ملابسه استعدادا للذهاب للمسجد ، أنها فرصتي ، سأتصنع النوم في الصاله ، مر زوجي مرور الكرام ، بل ورأيته يمشي على اطراف اصابعه ، فتح الباب واغلقه بكل هدوء ، وكل هذا يدل على انه رأني وانا نائمه في غرفه المعيشه!!!! ولكنه لم يهتم !! لما كل هذا التجاهل ؟سامحته طوال هذا الاسبوع ، قال لي انه ترقى في الشركه ، واصبح من الواجب عليه ان يقضي وقتا اطول في الشركه ، وقبلت بذلك ، لكني شعرت بأنه يكذب ، احسست بنبره الكذب في صوته عندما اخبرني بأمر الترقيه ، لم يكن فرحا هو ذلك اليوم ..ماذا لو كان يقضي ذلك الوقت مع صديقه له ؟ حبيبه له ؟؟ او زوجه اخرى ؟؟ هــو .. يوم عمل طويل ،شاق ، ومرهق انجزت خلاله الكثير من الحسابات التي تركها على مكتبي مدير الشركه ، عملتها بكل اجتهاد ، اكملتها كلها ، بل وتحققت منها ، ذهبت إلى مكتب المدير ، كان يتحدث على الهاتف ، نظر لي بكل استخفاف ، ثم نظر الى الكرسي المقابل لمكتبه يشير لي كي اجلس ، جلست ومازالت الابتسامه تعلوا على وجهي ، كنت فخورا بما قمت به ، انه حقا عمل صعب ، ولا يستطيع انجازه اي احد حتى لو حصل على درجه الماجستير التي احملها ..انهى المدير اتصاله ، اخذ الملف ولم ينظر الي حتى ، سألني / انتهيت ، اجبت / نعم ، رد قائلا / انصرف ..اغضبني تصرف المدير ، لم استحمل وقاحته ، فالعمل الذي اكاله لي لم يكن بالشيء البسيط ، وبالرغم من ذلك انجزته بكل دقه ، فما كان مني الا ان اخذت مطفأءه السجائر ورميتها على رأسه ، نزف المدير بشده ، اصيب بتشنج قوي ، هربت انا من الشركه ، ذهبت الى المنزل في الوقت الذي اعتدت الذهاب اليه ،اكلت بسرعه ، كنت اتحاشى زوجتي كي لا ابدأ بسرد ما حصل ، ذهبت الى غرفه النوم ، بكيت الليل بأكمله ، انتظرت أذان الفجر بفارغ الصبر ، دعوت الله كثيرا ان يكون المدير لم يمت ، ذهبت بخفه الى المسجد كي لا تراني زوجتي وتسأل عن سبب تجاهلي اياها الليله الماضيه ، كيف سأجيب ؟؟؟ زوجتي انا مجرم ؟!

الأربعاء، يونيو 04، 2008

ومازالت تؤثر في نفسي ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..
تحيه طيبه ..
كثيره هي الاشياء التي تحصل في حياتنا ، قد تمر مرور الكرام ، او تحفر مكانها داخل القلب والذاكره ، لتؤثر فينا وتؤجج مشاعرنا كلما تذكرناها ..
وكان اكثر ما يؤثر فيني في الفتره الماضيه من حياتي هي اموري الشخصيه ، او الامور التي تخصني انا فقط سواء كانت هذه الامور محزنه او مفرحه ..
ولكن في هذه الفتره بعدما سمعت بوفاه (هديل الحضيف) وانا لا اعرفها ابدا ولم اكن متابعه لقرائتها ، ولكن موتها في سن صغير وهي مريضه و اخر ما كتبته قبل موتها اثر في نفسي كثيرا .. بكيت الى ان نمت من شده الاعياء ..
فكرت فيها كثيرا ، وكيف اثرت كتابتها في حياه كل من عرفت ، وكيف حزنت الانسانيه على وفاتها ، و موقف اهلها ..
كل هذه اثر فيا .. ومازال يؤثر فيا ..
تمنيت اني تعرفت اليها ، او حتى تسنت لي فرصه الحديث معها .. ولكن ما فائده التمني الان ؟! فقد رحلت ولا استطيع فعل شيء سوى الدعاء لها ..
شخصيه اخرى اثرت في نفسي كثيرا ، واحتفظت بقصتها في ملف عندي ، و بكيت لفتره لا اذكرها ، رحت احكي قصتها لأمي و لأخواتي ، ولأهلي ، تلك الشخصيه هي الشاعره تليله _ صدى الحرمان _ وهي الاخرى ماتت اثر مرض كان يعتليها منذ الصغر ..
اراها مميزه بكل الطرق تلك الانسانه ، وكتابتها دليل ذلك ..
تمنيت ان القاها فعلا !! رحمها الله ..
**الى هديل الحضيف كل الفضل في اني بدأت بكتابه هذه المدونه ، اتمنى ان لا اتوقف عن الكتابه ، فالكتابه هي ما احب **

الاثنين، يونيو 02، 2008

غربتي علمتني ان اكره وطني !

تحيه طيبه .. من ملاحظاتي التي الحظها على من تغرب فتره طويله عن وطنه – لاي سبب كان – ولست اعمم ما سأكتب على جميع الذين تغربوا عن اوطانهم ، بل فئه كبيره منهم .. وتلك الفئه هي التي تذهب الى البلدان الاجنبيه وخاصه الاوربيه وتنبهر بمدى التقدم والتطور و و و .. الى ان يبدأ ذلك المتغرب بالمقارنه بين تلك البلاد وبلده الاصلي .. حتى تتضح له مساؤ بلاده الكثيره مقارنه بمحاسن البلد الذي هو متغرب فيه ! فيبدأ بكره البلد الذي تربى فيه ودرس فيه و قضى عمره منذ نعومه اظافره حتى يوم ذهابه الى تلك البلاد التي وقع في سحرها ! هناك فئه اخرى لا انكرها ابد .. ولا يستطيع اي احد ان ينكره ، بل لربما كان تواجد تلك الفئه في بلاد اخرى غير بلاده مصدر فخر لبلاده ، ذلك ان المغترب يحرص كل الحرص على ان يحصل على الافضل له ولبلاده ، ومن ثم يعود ليرتقي بعلمه في بلده الام .. وعندما قلت ان غربتي علمتني ان اكره وطني .. لم اقصد فقط وطنه الذي تربى فيه .. بل يكون الحقد والمنظور التشائمي يعم جميع البلدان العربيه ، حيث يكون وصف ذلك المغترب لتلك البلدان انها متخلفه !!! يوجعني ويعز علي ان اكتب عن بلدي متخلفه .. ولست انكر التأخر الحاصل في بلادي .. بل انا اعلم الى اي مدى مقارنه مع البلدان المتطوره الي اي حد من سباق التقدم وصلت بلادي ، ولكن لن اقول انها متخلفه .. بل انها متاخره .. وهاهي تحاول ان تمضى وتلحق بالركب بطلابها ، بعمالها ، بمدرسيها ، بأهل هذه البلد الطيب .. ربما لست افتخر بكل الامور التي تحصل في بلادي .. ولكن يكفيني فخراً بمدينتي .. وبأهلها وابنائها الطيبين الذين ولا شك انهم سيقومون بالارتقاء بالوطن.