الجمعة، أكتوبر 09، 2009

هي وهو 13

هـــــــي :
مشيت الى حيث هي غرفه المعيشه ، وكانت زوجه عدنان نظر الي و وجهها مليء بتعابير التعجب والاستفهام ، لم تصبر اكثر وسألت بلهفه / ما الامر ؟ لماذا تريدين عدنان ؟بدأت نبضات قلبي تتسارع ، لم اعرف ماذا اقول لها ، فنظرت اليها وكأني لم اسمعها وقلت / هه ؟ ماذا ؟اجابت وهي تتصنع الاهتمام في الاهتمام لأمري / ماذا بك عزيزتي ؟ قلت لماذا تريدين عدنان ..مرت ذكريات السنتين الماضيتين ، لكم كانت تكرهني زوجه عدنان هذه ، وكانت دائما تكرر على مسامع عدنان بأني لا اصلح كي اكون زوجه لأخوه ، فأنا لا اناسبه ابداً ومن تناسب زوجي هي اختها .. فأختها اجمل واذكى ووو ..ولكن سيعرف الجميع اني الانسب لأني لن اتخلى عن زوجي في محنته ، وسأظل بجابنه مهما كانت الظروف ، ومهما تخلى عنه الاخرون ..نظرت اليها وانا اتعمد عدم الاجابه على سؤالها /هل سيتأخر عدنان ؟قالت على مضض / سأتصل به لأخبره بوجودك ..قامت وهي تتعمد التباطؤ في مشيتها ، صككت على اسناني بكل قوتي ، اعلم اني لا استطيع ان ارد عليها بفضاضه لأني احتاج مساعدتها في هذه اللحظه .. انتظرت طويلا في غرفه المعيشه ، نظرت الى الكرسي المقابل لي ، كان الكرسي المفضل لدى زوجي في بيت عدنان ، كان دائما ما يجلس على هذا الكرسي يلاعب اولاد عدنان ومن ثم ينظر الي وهو يقول / في القريب العاجل سوف الاعب اطفالي على هذا الكرسي ..جاء عدنان وكعادته مبتسم دائما قال وهو يرحب بي / أهلا أهلا زوجه اخي .. ارى الكرسي المقابل خاليا !! اين اخي ؟قلت له / هذا ما جأت احدثك بشأنه .. هل لي ان احادثك على انفراد ..وفي هذه اللحظه اتت زوجه عدنان من المطبخ وهي تحمل صينيه العصير والحلويات ، وهي تمشي خطوات متباعده كي تصل الى الصاله بأسرع وقت ممكن كي تعرف ماهو الموضوع الذي اتى بي الى منزلهم ..اخذ عدنان يمازح زوجته / اين الشاي ؟ اين القهوه ؟؟ هذا فقط ؟نظرت زوجه عدنان اليه بعصبيه وهي تقول / اتريد الشاي فعلا ؟اجاب / نعم ..نظر الي مجدداً وكأنه يعلم بمدى خطوره الموضوه / ماالامر ؟ قلت / اخوك في ورطه , وقال لي ان آتي اليك دون تأخير كي تساعده على حل مشكلته .. اخوك في السجن ..لأول مره في حياتي أرى عدنان وهو متجهم الوجه ، غاضب ، ومنصعق في نفس الوقت ..قال لي على الفور / زوجتي ستأتي ، لا تتحدي عن الموضوع ، فقط تصرفي بطبيعيه ، لا اريد ان يعرف اي شخص عن اي مشكله تخص اخي ..حمدت الله كثيراً لأن لزوجي اخ يحبه ويخاف عليه حتى من اقرب الناس له .. نظرت اليه بأمتنان .. وانا اشعر بأنه سوف يتولى الموضوع ولن يترك زوجي وحيداً ابدا ..كنت سأكمل ، ولكن جائت زوجه عدنان ، فلزمت الصمت ..
هــــــــــــو :
وصلت الى مركز الشرطه ، لم ادخل اي مركزاً للشرطه ولا مره في حياتي ، عدا تلك المره التي اخرجت فيها السائق الذي يعمل في الشركه ، وكأنها سخريه القدر أول مره ادخل فيها مركز الشرطه كانت من اجل الشركه ، وهذه المره التي قد تكون اخر مره اخرج فيها من مركز الشرطه سكتون من اجل موضوع يخص الشركه ايضا !!صرت انظر الى جدران المركز ، هي كي مقرفه ، مليئه بالتصدعات والغبار ، وكانه مكان مهجور ، بدت علامات الاستياء على وجهي ، فقال لي صوت بسخريه من خلفي لم اميزه جيدا / هل المكان مقرف ؟؟ استعد كي تقضي فيه ايام عمرك كلها فيه .نظرت خلفي وكدت اتعثر بقدم احد رجال الشرطه حولي ، فرماني على الارض وهو يصيح في وجهي / ايه المجرم الأعمى الا ترى ؟وانا مازلت احاول ان ارى صاحب ذلك الصوت ، انا اعرفه ، لكن صورته لا تحضرني .. لم اعر ذلك الشرطي اي اهتمام ، نظرت الى مصدر الصوت ، وكانت الصاعقه .. انه انه المدير !اتى كي يؤكد للشرطه اني انا المجرم ، انتهى امري ، انا في مركز الشرطه ، والسجن على بعد عده خطوات مني .. نظرت الى المدير وعيوني تملئها الدموع ..ضحك المدير ولم يستطع ان يقف على قدمه من شده الضحك ثم قال / دموع ؟؟ دموع ؟؟ ربما جعلتني انزف لساعات ، ولكني سأجعلك تبكي الى نهايه عمرك !!!قلت لرجل الشرطه / لا يمكنكم فعل هذا ، اريد محاميا ً ، اريد ان احادث اهلي .. هم لا يعلمون اين انا ..عدنان .. عدنان اخي .. أريد محادثته ..قام أحد رجال الشرطه بسحبي من ياقه قميصي دون اي احترام ، وهو يشير الى احد الغرفه قائلا / اذهب هناك ..مشيت بخطى واسعه وكأني اهرب من مديري ، واهرب من تهمتي ، دخلت الى الغرفه وكل ما يملئ رأسي هو المعامله السيئه التي تمت معاملتي بها من قبل رجال الشرطه ..دخلت الغرفه ، وبها هاتف على منضده مهترئه ، رفعت سماعه الهاتف .. لم يكن هناك احد سواي بالغرفه ، اتصلت على عدنان .. رن الهاتف مطولاً .. لم يجب احد .. اتصلت مره اخرى ، قمت اتفقد المكان بينما الهاتف يرن ، رأيت كتابه على الجدران لفتت نظري " استغفر الله ربي واتوب اليه "كادت اعصابي تتلف وهي تفكر في عده امور في وقت واحد وانا اردد استغفر الله .. كنت افكر في زوجتي ، وعدنان ، مديري وجريمتي ، رجال الشرطه وقسوتهم ، شعرت للحظه اني لا اقف على الارض ، اني معلق بين الارض والسقف !! صرت الهث من شده التعب والتوتر .. سقط الى الارض ، ونظرت الى السقف والى المروحه التي تدور في بطء ، غمت عيناي ولم ارى بعدها الي شيء ..وكأني اقاوم التعب صرت اردد ما كتب على الجدار .. استغفر الله .. ومن ثم فقدت وعيي ..

ليست هناك تعليقات: