الجمعة، أكتوبر 09، 2009

هي وهو 12

هــــــــــي :
انصرفت بسرعه من الغرفه ، وكأني في مسابقه مع الوقت حتى لا يقضي زوجي ولا لحظه في السجن ، صرت اركض خلفه ، كنت احاول ان الحق رجال الشرطه ، حتى المصعد ، ولكن باب المصعد اغلق قبل وصولي ، لم المح ظهر زوجي ، وكانت يديه مكبلاتان خلفه .. ادمى قلبي منظر زوجي ..انتظرت بجانب المصعد ، وانا ارتب الحوار الذي سأبدا به مع عدنان اخو زوجي ، كيف سأخبره بهذا الموضوع ؟! سوف ينفجع على اخيه .. ربما لن يتفهم الوضع ، ولن يقوم بمساعدته ..دعيت من كل قلبي / يارب يارب .. انقذ زوجي من مصيبته ، انت قادر على كل شي .. يارب يارب ..صرت لا اراداً أكرر كلمه يارب يارب حتى جاءت كف احدهم على كتفي ، جفلت للحظه ، كنت اعلم انها لم تكن يد زوجي ، ولكني كنت اتمنى ان يكون الشخص هو زوجي ، التفت بسرعه الى ذلك الشخص .. كان اخي مهدي ، وكان متهجم الوجه ، غاضباً لأني لم ارد على مكالمته ، ولم اخبره الى اين سأذهب ، ولكني لم استطع ان امنع نفسي من ان ارتمي في حضنه وابكي واردد بصوت مسموع يارب يارب .. نظر الي اخي مستغرباً ، تكلمت حتى امنعه من السؤال / ليس الان يا مهدي ، يجب ان نسرع ونذهب الى بيت عدنان ، اخو زوجي ..ولكن مهدي ظل واقفا مكانه ، وكأنه يقول لي إني احتاج الى تفسير لما يحصل ، قلت له / اعدك بأنك ستعرف ، ولكن ليس الان .. ارجوك .. الوقت يمر ..ضغط مهدي على زر المصعد على مضض ، وقال / ان كان هناك شيئا استطيع ان اخدمك به ، اخبريني به ..دخلنا الى المصعد .. قلت / مهدي .. ارجوك لا تخبر احداً .. حتى امي وابي ..نظر الى بنظرات امتعاض قائلا / امرك غريب .. ركبنا الى السياره ، وانا لا اتمنى شيئا الان سوى ان اصل الى بيت عدنان بأسرع وقت ممكن ، مازلت اقلب الكلمات في رأسي .. كيف سأخبر عدنان بالموضوع .. ارجو ان يتفهم وضع زوجي ويساعده .. ارجو ان لا يتأخر ولا لحظه ..وصلنا الى بيت عدنان ، سألني اخي / انتظرك ام اذهب ؟قلت /لا نتتظر .. اذهب .. ولا تنسى .. لا تخبر احداً ..ارتدى اخي نظارته الشمسيه ، وهو يضرب يديه الواحده بالاخرى .. رننت جرس المنزل ، لم يجب احداً ، ترددت في ان ادق الجرس مره اخرى ، فأنا لا اريد ان افزعهم ..الجو حار جداً بالخارج ، ومازلت اشعر بالعطش ، ياترى هل زوجي عطشان ايضاً ؟ هل يعاملوه بقسوه .. جاء صوت زوجه عدنان الناعس من خلف الباب / من هناك ؟اجبت / انا .. هل عدنان موجود ..اجابت زوجه عدنان / عدنان ليس هنا .. ولكن لا بأس تفضلي ..سيأتي قريبا ..دخلت المنزل .. وانا افكر بمدى صوبه الكلام مع عدنان بشأن الموضوع وخصوصا أن زوجته موجوده ..يا ترى ماذا سأقول ؟؟
هــــــــــو :
اكاد اقسم على اني شممت رائحه زوجتي عندما دخلت المصعد مع رجال الشرطه ، التفت بنظره سريعه الى باب المصعد ، ولكنه اقفل .. اغمضت عيني بحسره ، وانا انفث انفاسا حاره ، لابد اني حملت زوجتي عبئاً ثقيلاً .. ارجو ان لا تقرر ان تتركني في هذه اللحظه ، عندها من سيعلم اني في السجن ؟نظرت مره اخرى الى باب المصعد وكأن اتأكد من زوجتي ليست فعلا موجوده معنا .. قام احد رجال الشرطه الخمسه ، بتقليد التفاتاتي المتكرره نحو باب المصعد بشكل ساخر ومستفز ، صككت على اسناني وسط ضحك وقهقات بقيه رجال الشرطه .. صرت افكر بالاشياء الجميله حتى لا افقد اعصابي ،فلست في موقف يسمح لي بأن أفقد اعصابي مره اخرى ، فكل حركه سأقوم بها قد تكلفني الكثير في هذه اللحظات ، صرت افكر بعطر زوجتي الذي مازلت اشمه بالمصعد .. اذكر عندما اهديتها اياه في عيد زواجنا ، واهدتني هي في المقابل حذاء بني لم يعجبني الحذاء ، ولم يعجبها العطر ، اعترفنا لبعضنا البعض بأن هديه كل منا لم تعجب الاخر ، وصرنا نضحك على انفسنا , ونطلق نكات بشأن الهديه المهداه له ، ثم اتفقنا بأن البس الحذاء طالما تستعمل العطر ، وكأننا نجبر بعضنا البعض على الهدايا !! التزم كل منا بهذا الاتفاق ، ومازلت زوجتي تستعمل العطر ..قطع ذلك الشرطي الاصلع تلك الذكر الجميله بكلمات الفجه / رأيت ، ليس من السهل ان تمشى وسط كل هذا الحضور ويداك مكبلتان ، انك مجرم في نظر الكل .. استمتع بهذه اللحظه ..نظرت الى من هم حولي ، ياااه ، الكل ينظر الي بنظرات ريب ، وخوف ، تلك تسحب طفلها خوفاً عليه مني ، وذلك يرمقني بنظرات احتقار ، ومن ثم يكمل قراءه الجريده .. لم احتمل تلك النظرات فأنا الموظف المرموق ، صاحب الشهاده العليا ، والمكانه الرفيعه التي كان من اجلها يطلب مني الكثيرون ان اساعدهم في التوظيف و في حياتهم يرمقني الناس بتلك النظرات ، نكست رأسي ، صرت لا انظر الا الى خطواتي وحذائي البني .. حتى وصلنا الى سياره الشرطه ، ركبت الى حيث يركب المجرمون ، في الخلف ، وامامي سياره شرطه ، وخلفي سياره اخرى .. ليت ان يغمض الناس اعينهم ، لا اريد ان يميزني احدهم وانا مكبل اليدين ، في سياره الشرطه كالمجرمين ..اسرعي يازوجتي .. لست احتمل ..لا اعلم ماذا سوف يحصل بعد ، مؤكد ان الامور لن تسير الى الاحسن ..

ليست هناك تعليقات: